يقظة الصحراء
عبد الله البردوني
ألـقى الـشاعر هـذه iiالـقصيدة فـي حـفل حـافل بـدار iiالعلوم
مـمـثـلاً لــهـا iiبـمـناسبة ذكرى المولد النبوي سنة 1376هـ
************************.
حـي مـيلاد الـهدى عاماً فعاما وامـلأ الـدنيا نـشيداً iiمـستهاما
وامـض يا شعر إلى الماضي إلى مـلتقى الوحي وذب فيه iiاحتراما
واحـمل الذكرى من الماضي iiكما يـحمل الـقلب أمـانيه iiالجساما
هـات ردد ذكـريات الـنور iiفي فـنك الأسـمى ولـقنها iiالـدواما
ذكـريات تـبعث الـمجد iiكـما يـبعث الحسن إلى القلب iiالغراما
فـارتعش يـا وتـر الشعر iiوذب فـي كـؤوس الـعبقريات iiمداما
وتـنقل حـول مـهد iiالمصطفى وانـشد الـمجد أغـانيك iiالرِّخاما
زفـت الـبشرى مـعانيه iiكـما زفـت الأنـسام أنـفاس iiالخزاما
وتـجـلى يـوم مـيلاد iiالـهدى يـملأ الـتاريخ آيـات iiعـظاما
واسـتفاضت يقظة الصحرا iiعلى هـجعة الأكـوان بـعثاً iiوقـياما
وجـلا لـلأرض أسـرار iiالسما وتـراءى فـي فم الكون iiابتساما
جــل يــوم بـعـث الله بـه أحمداً يمحو عن الأرض iiالظلاما
ورأى الـدنيا خـصاماً iiفاصطفى أحـمداً يـفني من الدنيا iiالخصاما
«مـرسل» قـد صـاغه iiخـالقه مـن مـعاني الرسل بدءاً iiوختاما
قـد سعى - والطرق نار ودم ii- يـعبر الـسهل ويـجتاز iiالأكاما
وتـحدى بـالهدى جـهد iiالـعدا وانـتضى للصارم الباغي حساما
نـزل الأرض فـأضحت iiجـنة وسـماءً تـحمل الـبدر iiالـتماما
وأتــى الـدنيا فـقيراً iiفـأتت نـحوه الـدنيا وأعـطته iiالزماما
ويـتـيـماً فـتـبنته iiالـسـما وتـبنى عـطفه كـل iiالـيتامى
ورعـى الأغـنام بـالعدل iiإلـى أن رعـى في مرتع الحق الأناما
بــدوي مـدّن الـصحرا iiكـما عـلم الـناس إلى الحشر iiالنظاما
وقـضـى عـدلاً وأعـلى iiمـلة تـرشد الأعمى وتعمي من iiتعامى
نـشرت عدل التساوي في iiالورى فـعلا الإنـسان فـيها iiوتـسامى
يـا رسـول الحق خلدت iiالهدى وتـركت الـظلم والـبغي حطاما
قـم تـجد في الكون ظلماً iiمحدثاً قـتل الـعدل وبـاسم العدل قاما
وقـوى تـختطف الـعزل iiكـما يـخطف الصقر من الجو iiالحماما
أمـطر الغربُ على الشرق الشقا وبـدعوى الـسلم أسـقاه iiالحماما
فـمـعاني الـسلم فـي iiألـفاظه حـيل تـبتكر الـموت iiالـزؤاما
يـا رسـول الـوحدة الكبرى ويا ثـورة وسـدت الـظلم iiالرغاما
خـذ مـن الأعماق ذكرى iiشاعر وتـقـبلها صــلاة iiوسـلامـا