اخيرا.. اليوم عالم بلا بوش.. واوباما يخطط لاسبوع ملئ بـ'انجازات'
20/01/2009
لندن ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي:
انه عالم بلا بوش، للمرة الاولى منذ ثمانية اعوام.
عالم بلا عقيدة الحرب الاستباقية، وبلا حرب على ما يسمى بـ'الارهاب'، وبلا رئيس يعتقد انه ترشح بالانتخابات وغزا العراق بطلب مباشر من الله. لا بد انه يوم بالنسبة للملايين حول العالم عندما يرون باراك اوباما يرفع يده مؤديا القسم اليوم، ما يعني ان بوش ذهب بلا رجعة.
ولكن هل سيكون اوباما في مستوى ما يتوقعه منه العالم العربي من سياسة افضل واكثر اتزانا واقل دموية؟
وحده الزمن سيجيب عن هذه الاسئلة، الا ان المؤكد هو ان اوباما يواجه ميراثا غير مسبوق من الكراهية لامريكا بسبب سياسات سلفه. وحسب ثلاثة من مساعدي اوباما، فانه يخطط لجعل اسبوعه الاول في الحكم مليئا بالطموح والانجازات.
اذ سيعقد غدا الاربعاء اجتماعا مهما مع القادة العسكريين 'لتغيير مهمة القوات الامريكية في العراق' ما يشي برغبته في الوفاء بوعده الانتخابي بالانسحاب خلال 16 شهرا.
وفي اليوم نفسه سيلتقي كبار مساعديه لبحث الجهود لاقناع اعضاء الكونغرس بتمرير خطته لتنشيط الاقتصاد، وتبلغ قيمتها 825 مليون دولار. وحسب ما قال ديفيد اكسيلورد وهو احد كبار مستشاري اوباما لقناة 'سي ان ان'، فان الرئيس الجديد ينوي شن حملة دبلوماسية عالمية عبر ايفاد مبعوثين خاصين.
وتوقع اكسيلورد ان يتحرك اوباما للتعامل بسرعة مع قضايا الشرق الاوسط نظرا لما تتطلبه من جهود امريكية.
الا ان اكثر المتفائلين لا يتوقع حوارا مع المقاومة الفلسطينية التي تبقى خطا احمر للرجل الاسود الذي يريد فترة ثانية في البيت الابيض، وكذلك امكانية ممارسة ضغوط حقيقية اوعلنية على اسرائيل، بشأن القدس والمستوطنات وحدود عام 1967.
وحسب روبرت فيسك فان اسرائيل اسكتت مدافعها في غزة حتى لا يفسد ضجيجها الاحتفال بتتويج اوباما اليوم في واشنطن. ولكن هل سيكون موقف الرئيس الجديد مختلفا حقا عن سلفه، ام انه، وعلى عكس بوش، سيحسن اختيار الكلمات التي ترضي كل الاطراف؟ وحسب استطلاعات فان شعبية اوباما اليوم تبلغ تسعة وسبعين بالمئة، وهي نسبة قياسية تمنحه الصلاحية المطلوبة لاتخاذ قرارات صعبة، الا ان الامر يتوقف على المدى الذي سيذهب اليه في المخاطرة.
وينصح عارفون ببواطن الامور العرب بالتقليل من التمنيات والاوهام، والتركيز على لغة المصالح في خطابهم للادارة الامريكية الجديدة. وبينما تدخل الولايات المتحدة عهدا جديدا اليوم، يبقى السؤال ان كان العرب على موعد مع صفحة جديدة ايضا بعد انباء المصالحة في الكويت؟